lundi 5 décembre 2011


الدم

الدم sang نسيج سائل يوجد في الحيوانات العليا وفي كثير من اللافقاريات، وهو كغيره من أنسجة الجسم مؤلف من خلايا حية معلقة في محلول مائي معقد التركيب. وللدم وظائف كثيرة مهمة في الحياة كالمبادلات التنفسية والغذائية وتنظيم ثبات الوسط الداخلي وتوزيع الحرارة وتنظيمها والدفاع عن العضوية.
يتألف الدم من معلق متجانس من ثلاثة جسيمات دقيقة في المصورة هي: الكريات الحمروالكريات البيض والصفيحات.
الكريات الحمر
تتشكل الكريات الحمر في نقي العظام من الأرومات الحمر erytroblastes، وتنقسم قبل نضجها عدة انقسامات وتطرح نواتها فتسمى حينئذ الخلايا الشبكية reticulocytes، تتحول بعد ذلك إلى الكريات الحمرالناضجة. وتتم هذه التبدلات في 4-5 أيام.
شكل الكريات الحمر كقرص قطره 5.7 ميكرون ومقطعه عدسي مقعر الطرفين، ويفيد هذا الشكل في المبادلات الغازية ويعطي الكريات الحمر المرونة الضرورية في أثناء رحلاتها عبر ممرات قد لايتجاوز قطر بعضها 2-3 ميكرون.
عدد الكريات الحمر 4-5 ملايين في المم3 من الدم، وتحوي كميات متراصة من ذرات خضاب الدم الذي يشغل نحو 25% من حجمها، ومن المـاء بنسبة   70%، ومركبات معدنية وعضوية بنسبة 5% معظمها منحل بالماء بحالة شوارد منها البوتاسيوم والكلور والبروتينات.
تعيش الكريات الحمر عشرين يوماً، ثم تتخرب في الجهاز الشبكي الاندوتليالي الذي يخرب الخضاب كذلك.
الكريات البيض
تتشكل كذلك من النقي، عددها خمسة آلاف حتى عشرة آلاف في المم3 من الدم. ولها عدة أنواع:
ـ عديدات النوى polynucleaires: ولها نواة مفصصة وهيولى محببة ولذلك تسمى أيضاً الخلايا المحببة granulocytes، وتحوي هذه الحبيبات إنظيمات ومواد أخرى تستطيع تخريب الأجسام التي تسبب الأخماج.
تطرأ على هذه الخلايا تبدلات كثيرة في سيرها نحو النضج من خلايا الأرومة النقوية myeloblastesغير الناضجة حتى «الخلايا القاتلة للأخماج» الناضجة.
وتقسم عديدات النوى بحسب حجمها وألفتها للألوان إلى عدلات neutrophiles وحمضات eosinophilesوأسسات basophiles، وأكثرها عدداً العدلات وهي أكبرها شأناً في الكفاح ضد الجراثيم بخاصة البلعمةphagocytose التي تتصف بها، ولا تعيش في الدم أكثر من يوم واحد.
ـ اللمفاويات lymphocytes: التي تجول في الدم وفي اللمف، ويمكن أن تنتقل من أحدهما إلى الآخر، شأنها كبير في الدفاع المناعي إذ تساعد على تعرف الجراثيم والبدء بإنتاج أضداد لمحاربتها، ويختلف عمرها بين عدة أيام وعدة سنوات.
للخلايا اللمفية نوعان: البائية والتائية، تقي الخلايا البائية الجسم من انتشار الجراثيم بتبدلها إلى خلايا مصورية plasma-cell تنتج الأضداد التي تلتصق بالجراثيم الغازية وعندئذ يمكن للخلايا المحببةgranulocytes رؤيتها والقضاء عليها، أما الخلايا التائية فتعرف الخلايا المصابة بالفيروسات وتخربها بمساعدة البالعات.
ـ وحيدات النوى monocytes: تبدأ كذلك من نقي العظام من أرومة غير ناضجة تسمى وحيدة الأرومة monoblastes، ثم تنضج حتى تصبح الوحيدات monocytes، وبعد أن تجول في الدم نحو يوم واحد تدخل النسج لتصبح بلعمات macrophages تستطيع القضاء على بعض الجراثيم بالإحاطة بها وهضمها.

العنصر
في الرجل
في المرأة
الكريات الحمر في المم3
4.440.000-5.400.000
4.000.000-5.000.000
الخلايا الشبكية في المم3
25.000-75.000
25.000-75.000
الهيموغلوبي(غ/100مل)
14-16
11.5-15
الهيماتوكريت (%)
40-50
38-47
الكريات البيض في المم3
للرجل  والمرأة 4.000-10.000
كثيرات النوى العدلة في المم3
2.000-7.500
أي(50-75%) من المجموع
كثيرات النوى الحمضة في المم3
50-300
أي (1-3%) من المجموع
كثيرات النوى الأسسة في المم3
10-50
أي (0-0.5%) من المجموع
اللمفيات في المم3
1500-4000
أي (30-40%) من المجموع
وحيدات النوى في المم3
100-700
أي (3-7%) من المجموع
الصفيحات في المم3
للرجل والمرأة 200.000-400.000
الصفيحاتplaquettes
تتكون من النوّاء megacaryocytesالنقيية، وهي عناصر غير منواة صغيرة يقدر حجمها بنحو 2 إلى 3 ميكرون، عددها نحو ثلاثمائة آلاف في المم3 من الدم، تعيش نحو ثمانية أيام ولها شأن كبير في حوادث الارقاء.
تعداد الكريات: يمكِّن تعداد الكريات من حساب العدد المطلق للخلايا الموجودة في حجم معين من الدم، ويجرى التعداد آلياً بوساطة عدادات يقلل استعمالها من الأخطاء.
ويعنى بالصيغة الكروية القيمة النسبية لمختلف أنواع الكريات البيض.
أما تكدس الدمhematocrite فيمثل نسبة حجم الكريات
الحمر إلى حجم الدم ويراوح في الحالات الطبيعية بين 40 إلى 50% في الرجل الكهل وبين 38 إلى 47% في المرأة.
ويبين الجدول التالي مقادير هذه العناصر والنسب المختلفة.   
المصورة plasma
مجموعة من شوارد مختلفة وبروتينات محلولة في وسط مائي، ويرتبط بثبات هذا المحلول ثبات الوسط الداخلي.
أما الشوارد فمنها الصواعد amions مثل البيكاربونات والكلور والفوسفات والكبريتات والحموض العضوية، ومنها الهوابط cations مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكلسيوم والمغنيزيوم، وينظم مجموع الشوارد المصورية، الضغط التناضحي pression osmotique والتوازن الحامضي الأساسي وتوزيع الماء في العضوية.
أما البروتينات المصورية فلها ثلاثة أنواع: الألبومين والغلوبولين والفبرينوجين، مقدارها نحو 70غ/ليتر من المصورة، وأكثرها شأناً الألبومين (40غ/ل)، وقد بينت التحاليل الدقيقة وجود أكثر من عشرين نوعاً مختلفاً من البروتينات في المصورة، لها وظائف مختلفة ضيقة الاختصاص، فالألبومينات والغلوبولينات أساسية لدعم الضغط الجرمي pression oncotique في المصورة، وللغلوبولينات ولاسيما المناعية منها (الأضداد anticorps) شأن أساسي في دفاع العضوية، وللفبرينوجين شأن أساسي في حوادث الارقاء، وتنقل بعض البروتينات المعادن والهرمونات والشحوم والفضلات، وفي المصورة عدا هذا مواد عضوية لا بروتينية بعضها أساسي في حياة الخلية وبعضها نتيجة حاصلات الاستقلاب، منها:
ـ المواد الآزوتية كالبولة urée والحموض الأمينية الحرة وحمض البول والكرياتينين والبيلروبين والنشادر.
ـ والمواد اللاآزوتية كالغلوكوز والشحوم والكولسترول والفوسفوليبيد وحمض اللبن.
وفيما يأتي المقادير الوسطية لهذه العناصر المختلفة الموجودة في المصورة:
الهوابط : (m/Eq/L)
الصوديوم 142، البوتاسيوم 5، الكلسيوم 5، المغنزيوم 3، المجموع 155.
الصواعد (m/Eq/L)
البيكاربونات 27، الكلور 103، حمض الفوسفور 2، حمض الكبريتي 1، حموض عضوية 6، بروتينات 16، المجموع 155.
البروتينات الأساسية (غ/ل):
الألبومين 40-45، الغلوبولين 4-2 a1، الغلوبولين 7-5.4 a2، الغلوبولين 13-7 b، الغلوبولين 15-10 y، الفبرينوجين 2-4، البروتينات جميعها 60-75.
المواد العضوية اللابروتينية (مغ/ل):
المواد الآزوتية: البولة  300 (+100)، الحموض الأمينية الحرة  500 تقريباً، حمض البول 60، الكرياتين - الكرياتينين 30، البيلروبين 5، النشادر 1-2.
المواد اللاآزوتية: الغلوكوز 1000، الليبيدات 4000-5000، الكولسترول 1500-2200، الليبيدات الفوسفورية 1500، حمض اللبن 100.
خصائص الدم الأساسية
- الخصائص الفيزيائية: وأهمها خاصتان: التخثر coagulation واللزوجة viscosité.
خاصة التخثر: هي تحول الدم من الحالة السائلة إلى حالة جلاتينية وترتبط بتكون الخثرةcaillot، وينجم ذلك عن تحول مولد الفبرين fibrinogéne (وهو بروتين منحل) إلى فبرين غير منحل.
ويتعضى الفبرين بشكل شبكة تؤلف هيكل الخثرة التي يؤدي تقلصها إلى ارتشاح المصل serum. ويحدث تحول مولد الليفين إلى ليفين بوساطة خميرة تسمى الترومبين thrombin تنشأ من تفعيل ذرة من مولد الترومبين، نتيجة سلسلة من التفاعلات الخميرية تنشأ من تماس الدم بسطح معرى عن الاندوتليوم (أنبوب تجربة أو جرح وعائي مثلاً) أو بوساطة العصارات النسجية، وتكون الترومبين في أثناء التخثر يسير موازياً لجملة ناهية تحد من التخثر في المكان نفسه حين يكون ذلك ضرورياً. وعدا عوامل التخثر المؤلفة من البروتينات المصورية لابد من وجود فوسفوليبيدات الصفيحات أو الأنسجة وشاردة الكلسيوم، ونقص أحد هذه العناصر يؤدي إلى عدم تخثر الدم، وهو السبب في مرض الناعور الناجم عن غياب أحد عناصر التخثر خلقياً.
ويتلو التخثر تخلص الخثرة من الفبرين (انحلال الفبرين fibrinolyse)، وهذا التخلص هو ظاهرة فيزيولوجية تسمح بإعادة المرور الوعائي ويقع تحت تأثير خميرة تسمى البلاسمين تفكك الفبرين غير المنحل إلى قطع صغيرة منحلة.
- اللزوجة: يشكل الدم سائلاً معقداً غير متجانس له درجة معينة من اللزوجة، وهذه ذات شأن هام في الدوران ولاسيما الدوران في الأوعية الشعرية، وتتعلق بدرجة تكثف العناصر المصورة والبروتينات المصورية وقابلية تغيير شكل الكريات الحمر وميلها للتكدس agrégation.
- التثفل الكروي sédimentation globulaireهو سقوط الكريات الحمر العفوي في أنبوب تجربة يوضع فيه الدم مع مضاد تخثر، ويعكس درجة ميل هذه الكريات للالتصاق حين يصبح الدم ساكناً، ويختلف هذا الميل تبعاً للوسط البروتيني ولاسيما كمية البروتيدات الإجمالية والفبرنيوجين ولدراسته شأن كبير في تشخيص الكثير من الأمراض ومراقبة سيرها.
- وظيفة النقل: ينقل الدم الغازات والأغذية والهرمونات والشوارد وغيرها، من مصادرها إلى الأنسجة المختلفة والأعضاء كما ينقل الفضلات من هذه الأنسجة والأعضاء إلى أعضاء الإفراغ.
أما الغازات فيقوم خضاب الدم بمهمة نقل أهمها وهي الأكسجين وغاز الفحم، فهو يتحد بالأكسجين في الرئتين مؤلفاً (الأوكسي ايموغلوبين) وحين وصوله إلى الأنسجة المختلفة يتفكك ليعطي هذه الأنسجة الأكسجين، ثم يتحد هناك بغاز الفحم لينقله إلى الرئتين حيث يتفكك من جديد طارحاً فيها هذا الغاز، ليتحد من جديد مع الأكسجين، أما الأغذية والهرمونات وغيرها، وكذلك الفضلات فللبروتينات الشأن الأكبر في نقلها.
تفاعلات الدفاع عن العضوية
- الخاصة المناعية في الإنسان: للدم الشأن الأول في تعريف هوية الإنسان تجاه غيره من أنواع الحيوانات الأخرى، وفي تعريف الهوية الشخصية داخل النوع الإنساني نفسه.
والكريات الحمر الحاملة لكثير من الخصائص المستضدية antigene تحدد الزمرة الدموية ذات الشأن الكبير في نقل الدم، وتحمل الكريات البيض والصفيحات مستضدات نسيجية للتوافق النسجي الأساسي في تحمل الطعوم الذاتية، والزمر المصلية للغلوبولينات المناعية immunoglobulineوالأبتوغلوبين haptoglobine والترانسفيرين transferrine  مثلاً تكمل كذلك تحديد هوية الإنسان.
وإن انتقال مختلف هذه الخصائص وراثياً يسمح باستعمالها في التحريات من أجل إثبات الأبوة وفي دراسة الحركة السكانية.
والأهم من هذا فإن العضوية تعرف كل جسم غريب عنه لا يحمله فيدفع جهازه الدفاعي المناعي للمكافحة ضد هذا الجسم، وينطبق هذا أيضاً في الدفاع ضد الأخماج وضد الطعم من عضو ما.
- جهاز الدفاع المناعي: الدم هو الطريق الأسهل لدراسة جهاز الدفاع المناعي، وهناك نظرياً نموذجان من المناعة:
ـ مناعة خلطية humorale: تتعلق بتركيب الأضداد الموجهة ضد المستضدات. والأضداد هي غلوبولينات مناعية لها ثلاثة نماذج أساسية IgG، IgM، IgA تفرز من خلايا خاصة هي الخلايا المصليةplasmocytes المشتقة من اللمفيات، ويمكن نقل هذا النوع من المناعة بحقن المصل الحاوي على الأضداد.
ـ المناعة الخلوية: وهي لا تعمل بوساطة الأضداد الجائلة ويمكن أن تنتقل بنقل لمفيات صغيرة محسسة، واستئصال التوتة (التيموس) باكراً بعد الولادة يزيلها في الحيوانات.
وفي هذين النموذجين المختلفين للمناعة للمفيات الشأن الكبير في تعرف الأضداد (حيث تعمل البالعات كذلك) وفي نقل المعلومات للخلايا الفعّالة، وفي التذكير بأول تماس مع الأضداد.
الكفاح ضد الخمج
يتداخل الدم لمكافحة الخمج بطريقتين:
ـ ابتلاع العناصر بكثيرات النوى: وهي وسيلة دفاعية في المقام الأول لعدد كبير من الأخماج، فكثيرة النوى تُجر نحو العنصر بآلية جر كيمياوية وتحيطه بالبلعمة ثم تبتلعه.
ـ وعمل وسائل الدفاع المناعية يؤدي إلى تفاعل من النموذج الخلطي humoral (كما في الأضداد ضد الكزاز) أو من النموذج الخلوي (كما في عصية السل)، ويفسر هذا النوع من الدفاع أهمية التلقيح من جهة، وخطر انعدام الوظيفة المناعية من جهة أخرى.
إبراهيم حقي 
الموضوعات ذات الصلة:
الخمج ـ الدم (ابيضاضات ـ) ـ الدم (فقر ـ) ـ الدم (نقل ـ) ـ الدموية (الزمر ـ) 
مراجع للاستزادة:
- J.P.LEVY ET AL, Abrégé D’hématologie (Masson 1996).
- J.M.FINE, Les Groupes Sanguins (Masson 1998).



رقم صفحه البحث ضمن المجلد:328

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire